تحادثني محاولة إخفاء حزنها بأبتسامة وضحكات متقطعة. تقول: هحكيلك عن التطورات، والله الحكاية مسلية! اتطلع إليها وتتغير نبرة صوتي وانا أقول: لأ، الحكاية مش مسلية، بس ما علينا أحكي. تطالعني بنظرات الدهشة، ولا تسألني عن السبب!
وتبدء بالحديث. استمع إليها وانا أتذكر مقولة أحدهم في احدي المسلسلات عندما سئل لماذا لا يحب فيلم تيتانك الشهير، ليجيب بعفوية: ايه الحلو في فيلم بيحكي عن قصة حب بتموت؟
تتابع الحكي وأذهب أنا في رحلة طويلة بعينيها. واتذكر كيف كانت هي الملاذ الوحيد لي لعامين كاملين! وكيف عشقت الحياة من لون عينيها، وابتسامتها، واصبح رضاها من رضا قلبى وكأنها قطعة مني! واتذكر حينما غادرتني وتركتني وحيداً تائهاً، وبرغم كل محاولاتي للنسيان. ظلت "هي" وحيدة قلبي ومرآتي! كنت دائما اردد : ماذا لو مقدرتش اتخطي عدم وجودك في حياتي؟ ويشتد غضبي وسخطي منها ومن الحياة كلها. ثم أعود واهدء وأنا اردد : يارب اصلحهالي وردهالي!
بالأمس عادت، وطلبت السماح والمغفرة، وغفرت لكني لم أعفو! ظلت اردد لها ولنفسي كم أحبها. واننا عدنا لا شئ سوى اننا لم نجد أنفسنا إلا في حضرة بعضنا البعض! ولتذهب خلافتنا للجحيم، سننجح بالتفاهم كما اعتادنا دائماً.. إليس كذلك ياصغيرتي؟!
أحبك حباً عميقاً. صدقاً لم اشعر بما أكنه لكي لأحدً على الاطلاق! أنتي ملاذي وموطن انتمائي!
أحبك حتي نهاية العالم، وأنتي - ربما - معى الآن واليوم، ومن يدري غداً أين تذهبين؟
تهمسين لي "أنا بحاول أكون موجودة" وتتركيني للعواصف أوجهها وحدي.
أعاتبك مرة واصمت مرتين، وتعتذرين مرة، وتذكريني مرات بأنك تحاولين ولكن لقد تخطى الأمر حد العتاب وقبول الاعتذرات.. أنتي بعيدة المنال ياصغيرة. وأنا يقتلني حضورك الباهت بعد انقضاء العاصفة!
أحبك ياصغيرتي، ولكنها قضية خاسرة ورهان سئ!
أحبك دائما وابداً ولكنك تستمرين في خذلاني! تستمرين في خداعي، تستمرين في سرد الأكاذيب وتناقضيها كلما نظرت الي عينيك او بسرد الحقائق كلها دفعة واحدة!
وأنا أقسم - كل مرة - أنها ستكون الأخيرة لنا معاً.. ولكنني كلما هممت بالجري، أنظر تجاهك فتتعثر خطواتي!
ادور معكي في دائرة لا تنتهي.. ويبتلعني ثقباً أسود!
تحادثني معالجتي النفسية ان الأمر ليس سهلاً ولكنه حتماً الأفضل لي! أصمت طويلاً وتنصرف عني اللغة كلها.
لا أعرف كيف اشرح الأمر لها! كيف أختار - بملء ارادتي - ان أحيا بعيداً عنكي؟ ومن سيكون لكي سنداً وصديقاً ومرآة ياصغيرتي؟
من سيراسلك بعدما ينتهي اللقاء ليقول " اتبسطت إني شوفتك، ربنا ما يحرمني من طلتك عليا"
من سيصاحبك للسينما ويدعك تختارين اسوئهم على الأطلاق ويظل طوال العرض يجاري ضحكاتك، ويسدد لكي الضربات غيظاً مما يشاهده من اسفاف! من سيحادثك طويلاً عما يدور في قلبك وعقلك "ويسف عليكي وتسفي عليه" ثم تبكين في احضانه حتى تستعدين نور قلبك! من غيري لكي في هذه الدنيا ياصغيرتي؟ لم يعد بالإمكان ان يكون أنا!
أحبك جداً وجداً وجداً وربما لا استطيع ان اطلق العنان لنفسي حقاً إلا بحضرتك!
لا أحد هنا لإنقاذي، وأنتي الشيء الوحيد الذي أعرفه معرفة القلب للدم، ولكن الحياة لا تعطيني خياراً آخر! إما انا او أنتى! لا فرصة لنا معاً!
يلوح وجهك لي وانا اتحرك بأسرع ما يمكنني، وأنا أقسم لنفسي مئات المرات انه القرار الأفضل لي، لن ألتفت للوراء الآن، لن اترك لنفسي الفرصة كي أفكر مرتين.
لعلي الأقيك مجددا في المستقبل القريب، او أتصل في عيد ميلادك لتهنئتك. وقد أبوح بما اردت قوله دائماً وتتعثر مني الكلمات وتمزقني مشاعري، فأنهي المكالمة قبل أن أقول " أنا لسه بحبك، بس مسامحتكيش. ووحشني وجودك في حياتي ، بس مقدرش على لقا جديد مع وعد بالفراق"
سأذهب وبيدي حقيبة السفر بها كل الصور، كل المحادثات، كل الذكريات السعيدة والحزينة. سأحتفظ بها إلي الأبد كما أحتفظ قدمائنا بمقدساتهم!
أتمني ان تصدقيني حينما أقول أنى لم أرغب بهذا أبدًا ،لا أريد أن أراكى تتألمين!
ولا شيء يمكنني قوله الآن سينقذنا من التداعيات..
غير تمنياتي ليكي بالسعادة وان يمر رحيلي عنكي - كالشهيق والزفير- مرور الكرام.
جميل أوي أوي يا نرمين ، برافو عليك
ردحذفجامده جدا جدا بس قصيره اوي الي هوا فين الباقي بقي 😍😍
ردحذف