التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٠

تشريح الأنا

منذ ايام مضت كتبت مازحة إني حينما اتحدث مع نفسي ويحتد بيني وبينها النقاش دائماً ما افاجئ بتلك الشخصية الثالثة التي تكرش عن أنيابها كي تجعل كلانا - انا ونفسي - نصمت! وحينها اجابتني احد أصدقائي بأنه "قرينك يازواوي" فـضحكت وقلت بلى إنه the beast ذلك الوحش الذي يسيطر تماماً علي الـ 23 شخصية الذين يعيشون بجسد كيفين في فيلم Split ! من شاهد الفيلم يعرف كيف خلق كيفين شخصية الوحش وكيف اعطاها حق السيطرة ولماذا أعطاها هذا الحق! كنت أضحك على ماكتبت وعلى تعليقات اصدقائي، حتي صمتت لحظة وأدركت اني ايضا املكه! نعم أنا ايضا املك بداخلي وحشاً! لا أعرف بالتحديد كيف بزغ هذا الوحش من داخلي وأعلن حقه في القيادة، كل ما اتذكره حقاً عن طفولتي هو كوني طفلة حساسة كثيرة البكاء حتي إني كنت ابكي كلما نهرني ابي او تحدث معى بصوت عالً.. فأين ذهبت هذه الطفلة مني ؟! كيف تحولت لـ هذه الفتاة "المسترجلة"- حسب تعبير البعض - في كل شئ! بداية من طريقة المشي والكلام ونبرة الصوت، حتي في غضبي كنت ولازالت اشبه بالرجال! وكثيرا ممن رأى نوبات غضبي اصيب بالدهشة وربما الفزع مني! لا أخشي المواجهات ولا اتجنب الصراعات

ويسألونك عن الاكتئاب، فقل

لا يعد كونك مكتئباً شيئا سيئاً للغاية، لأن الاسوء حقاً يكمن في عدم قدرتك علي منع نفسك من التدهور أكثر! في خلفية عقلي تسكن دائماً نوبات القلق والاكتئاب، يبدأ الأمر بأشياءً بسيطة للغاية، ثم يأخذ الأشعاع بالاتساع والنمو حتى تجتاحني بالكامل موجة تشرنوبل، وتتوالى الأعراض من اضطرابات بالمعدة وأرق متصاعد وعصبية مطلقة أو برود تام!  تتشكل الدائرة وتتحول لثقب أسود ثماني الأبعاد، يمتص الحياة من داخلي.  يبدو كل شئ حزين، باهت، بلا أمل أو جدوى. حتى مصادر الفرح والسعادة لا يمكنني أن أراها، تتحول هي الأخرى لتشكيل فارغ، لا تجدي معه أي محاولة مني لاستعادة لحظات امتناني بها. أشعر كثيراً ان عقلي يريد قتلي، أنا ألد اعدائه، أنا خصيمته، أنا سجينته! ترهقني محاولاتي في تفسير حقيقة ما أشعر به - حتى لنفسي - انا بخير حقاً، كل شئ على مايرام تماماً.. ولكني أشعر بالإنهاك كمن ركض ألف عاماً بلا هدف، ويملائني الفراغ كمن فقد شيئاً لا يعرفه ولم يعد يبحث عنه لعذره عن تذكر ماهيته! أنا هنا عالقة - وحدي - في حلقات متكررة من قلة حيلتي وترددي ويأسي وخوفي مما حدث وما سيحدث، ومن أمسي وهو منتهي ومن غدي وهو لم يأتي