"معرفش بكتبلك من الأحباط ولا الأمل، معرفش ايه العمل"
أنا هنا.. أحاول الوصول ولكن الطريق يزداد عتمة! أنا هنا أحاول ان اري، أحاول ان اتمسك بشئ ليرشدني، أحاول ان أعبر بخفة الفراشة وينتهي بي الحال وأنا أحمل ثقل الجبال على كتفي.
أنا هنا.. مليئة بالأحباط، بيدي خارطة طريق ضاعت ملامحها فما عادت تفيد ولكني احكم قبضتي عليها.. أخشي افلاتها، اخشي الأعتراف اني بلا خطط، وبأني سئمت الخطط وواضعيها!
لم يذكر احداً من قبل ان الأمر كان سهلاً.. وانه عليك ان تعود مرارا وتكرارا للبدايات لتعثر على نهاية جديدة أخري.
أنا هنا أدور في دوائري ولا اريد ان تلتقي نقطى البداية بالنهاية وتكتمل الدائرة. اللعنة علي الدوائر كلها! انا لا اسعي ان اتعثر بذيلي حتي استطيع الأدراك! اللعنة تلاحقني بالفعل!
أنا هنا.. أحاول إخفاض الاصوات برأسي، أنهمك بالعمل واتركها تعبث بكل شئ من حولي. اتفاعل كما الألة، لا اتذوق الطعام، لا افكر بالكلمات، لا اشعر بمرور الوقت. يحل الليل وأنا لازالت أحاول. أنكمش في سريرى وداخلي يردد لا اريد ان أصبح هنا.
أنا هنا.. أفكك رابطة الخيوط، لعلي أفهم. كيف أنا السئ في رواياتي، وأنا عظيم الشأن في روايات أخرى. أنا من ادعى انه يستطيع أن يعبر وحده، وأنا ضعيف الحال، المكسور الخاطر الذي خرج من هزائمه بقدرة الله ولطفه لا اكثر! أنا من اعتاد طمئنة الآخرين وامتلاك خطط المواساة لهم ولي، آخد نفساً عميقاً وأحاول القيام بهم وبي. وأنا أيضآ صاحب نوبات القلق والهلع، تصيبني في معقل مخاوفي فتمتص مني الأنفاس والنور الذي اعرفه ولا تتركني إلا وأنا احتضر من التعب. أنا صاحب الأحلام الكابوسية، تطاردني كلما خلدت للنوم ولا تتركني حتي في وضوح النهار! كيف أحمل من التناقض ما لا يمكنني مجاراته احيانا!
أنا مازالت هنا. أناجي طيفك وأنا حزين، وأنت لا تفهم!
أحاول بلسان مرتجف وألفاظ هاربة ان أجعلك تراني، ربما يهدأ قليلاً إحساسي بالوحشة والغرابة.
أنا هنا.. أحمل في يداي فنجان قهوتي الداكن وقلبي وأحلامي ونوبات هلعي وإلتزماتي اليومية وقلة حيلتي وعصبيتي المفرطة ورغبتي في إلا افلت يدك ابداً ولكني أفلتها - رغماً عني - عسى ان تعود!
أنا هنا.. أحاول، فهلأ اخذت بيدي؟ أعدك إلا أفلتها هذه المرة.. فهل يمكنك ان تعدني بالمثل؟
تعليقات
إرسال تعليق