التخطي إلى المحتوى الرئيسي

القليل من الحب والكثير من الصبر والفهم

احيانا أفكر ان معظم المشكلات في الأصل لا علاج لها سوى القليل من الحب والكثير من الصبر والفهم والتعاطف والرغبة في المزيد من الونس! يجالس المرء منا نفسه، فيجلدها بالملامة وينظر إليها بعين النقص ويتعدد في ذكر عيوبها! فإذا أحب الأنسان، لان قلبه، ورأى نفسه بعين محبوبه فترفق بها وأحبها وتعاطف معاها.

اتسأل كثيراً عن هولاء الغرباء، يختارونك بشكل عشوائي ويتحدثون إليك ساعات طوال عن كل ما يضيق بصدرهم! يبدو الأمر وكأنهم رأوني أقبض علي مفاتيح الحكمة او ان هناك لاصقة ما اعلى جبيني تقول "هنا شخص يجيد الأستماع"
ولكني اعرفها جيداً انها الوحدة. انه غياب الفهم والتعاطف، انه غياب المحبة! انتهي من مجالستي لأحدهم واهاتفها لأقول - بحبك نيابة عن اللي لقوا " الشخص ده" واللي ملقهوش!
 تسألينى ليه اللي ملقوش؟
اقول عشان أكتر.

اكره الثقل واردد دائماً "الانسان بطبعه اصلا تقيل" كما اعتادت جدتي - رحمها الله - ان تقول، فأتخفف في مشاركة أحزاني خشية ان اصيب احدهم بغمامة قلب، واعتدت كلما ألح علىّ احداً بالمشاركة ان اتحدث بأقل القليل! قررت منذ زمن - ليس ببعيد - ان اتجول وحدي، في طيات عقلي بدون خارطة طريق، علي ان اعتاد رفقة تنتهي بخذلاني كما سبق وحدث. ولكنك أقتربتي وبذلتي اللطف في قلبي اولاً!
لا اتذكر إني شعرت بمثل هذا الخوف من قبل، لا اتذكر اني شعرت بمثل هذا القرب من قبل! صرتى كدقيقة صمت في عالم صاخب، لا يري ولا يسمع! ولكنه توقف ورآني! ورأيتني بعينيك فـ تبدل خوفي امناً وسكنت.

تكررين على مسمعي كثيراً انه لا شئ مثلي وأنك تحبيني دائماً، وأخبرك بالمقابل انه برغم ما قد سبق ومر، لم يمر من يجعلني اشعر بالأنتماء إليه ابداً.. ولكني انتمي إليكِ.. أتحدث طويلاً عن من تفرقت بي وبهم السبُل وكيف أصبحنا بعد ان كنا لا نفترق! وكيف وصل بي الأمر حد التعلق بكِ، توجسين في نفسك خيفة وتقولين ان التعود يلتهم الأشياء وان سُنة الكون هي الفراق! فكل شئ هالك إلا وجهه! اتأمل وجهك وأنا اتململ في سرد كلمات بلا معنى. يزدحم عقلي بالكلمات والأفكار ويملئني الخوف.. أعلم إني لست بهذه السذاجة وإدرك تمام الأدراك ان كل شئ يمضي وكل شئ يمر.

اتذكر مشهد رايته في After life حينما سئل البطل " إذا كانَ الموتُ هو نهاية الحياة، فما المَغزى إذاً من العَيش؟ يُستَحسنُ أن تقتلَ نفسَك" فأجاب أنَّكِ كنت تُشاهد فيلماً وتستَمتع به كثيراً، ثُمَّ قام أحدٌهم بالإشارة إلى أنَّه سينتهي، فهل ستقول: «انسَ الأمر إذاً، ما المغزى؟» وتطفئ التلفاز؟ بالطبع لا، لذلك حينما تُدرك أنّكِ لن تعيش إلى الأبد، هذا ما سوف يجعل الحياة ساحرة. ذات يوم كل ما تفعله سيكون للمرَّة الأخيرة، لذا عليك أن تفعل كُل ما تُحبه بشغف دائماً، وتُقدِّر السنوات القليلة التي لديكِ. لأنَّ هذا كل شيء."

ينتهي وقتنا معاً، تعانقيني وتمضي هامسة "أنا موجودة"

اعتقد ياصغيرتي ان محاولة تفسير شئ بديهي كالموت ونظريات أنتهاء الكون تجعل العالم يبدو كأنه خاويا وبلا معني! ولكن بما ان معظم الأشياء بلا معنى او اضافة علي اية حال، فأعتقد انك إذا رأيت شخصاً / شيئاً يمكنه بالفعل إن يخلق معنى، إذا فهى النشوة المطلقة! 

لا تفهمين؟ حسنا.. انتِ تحبيني وتدعميني، تتركين لي المساحة الكافية كي اتنفس.. تفضلين سجيتي وعفويتي وتنبهري بتلك التفاصيل التي لا ينتبه لها أحد. وأنا أعرفك كالرأى في العقل والقلب للدم! إليس كذلك؟ 

حسنا وأنا اعترف بنظرية الفناء الكوني! وان كل شئ إلي زوال، واننا بهذه الحياة عابري سبيل. ولكن قبل ان ينتهي كل شئ وقبل ان نعود للاشئ، سيكون من الجيد ان أراكي، وان اهنئ بصحبتك -مرة أخيرة-، وان نتبادل اطراف حديثنا طويلاً عن كل شئ واي شئ -مرة اخيرة-، وان تشاركيني تلك الأفكار التي تراودك - مرة اخيرة. وان اعانقك طويلاً -مرة أخيرة-. وأن أعطيكِ من الحب والتفاهم والصبر ما يكفي، لأنك تستحقين، ولأني أحبك ، ولأنى اريد ان أتأكد ان شخصاً - ما على الأرض - قد فعلها مرة أخيرة! وهذا هو كل شئ.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحمدلله الذى أذهب عنا الحزن

كنت أحارب العالم بداخلي وخارجي. أحارب نفسي وأفكاري وهذه أخطر وأكبر قوة على الإطلاق! أحارب ما يقابلني من سوء وقبح وجهالة. كنت أدور في دوائري متخبطة ويزداد طريقي عتمة، كنت أحاول التمسك بشيء ليرشدني وأن أحاول العبور بخفة، حاولت أن أفكك رابطة الخيوط، أن أخفض الأصوات برأسي وكلما جن علي الليل أجدها تعبث بي مجددا! كنت أتفاعل كما الالات حتى أقاوم السقوط! لا أشعر بمرور الوقت، لا أتذوق الطعام، لا أفكر في الكلمات! وبرغم كل محاولاتي لم يهدأ إحساسي بالوحشة والغرابة! كل ما كنت أتمناه كان السلام وأن تهدأ تلك الأصوات برأسي، حتى أتمكن من عبور العاصفة! حاولت إغلاق كل النوافذ والأبواب كي أنعم بالأمان والدفء، حتى تسللت إلى الظلمة واعتنقتها أنا مستسلمة! أصبحت أؤرخ حياتي بلحظات التعاسة فقط! اللحظة التي فقدت فيها إيماني الساذج بالبشر. اللحظة التي فقدت فيها ثقتي بالآخرين، كل الآخرين! اللحظة التي أدركت فيها أن عشرتي وموضع ثقتي لا تراني سوى فترة ستنتهي عاجلا أم آجلا! اللحظة التي أدركت فيها أني قد عشت ثلاثين عاما مثقلة بهموم معاركي الخاسرة! كنت أعيد تكرارها علي نفسي وأزيد في جلدها، لم يعد لي منها مهربا، كنت أنا

احببتــك..ولكنك خـذلتنــى

نحن لانكره الا من احببناهم بقوة..الا من وثقنا بهم يوما.. لانكره الا هولاء الاشخاص..الذين خذلوا حبنا وثقتنا بهم.. لانكره الاهولاء الذين سمحنا لهم برؤية قلوبنا على حقيقتها.. بعدما سمحنا لكلماتهم ان تمس مشاعرنا وتكون جزء من محبتنا لهم.. نحن لانكره بقوة..الا من احببناهم بقوة..وامعنوا فى خذلان قلوبنا بقوة.. والوقت وحده هو القادر على ان يشفى جرحنا منهم..

اكرهــك بقدر حبى لك...واحبـــك بقدر كرهى لك..!!

أتدرى..أشعر احيانا بأنك القيت لعنة على عتبات قلبى ان ترحل.. لعنة اصابت المسكين فى مقتل.. فلا ذكراك بــ مغادرة لــ حوائطه.. ولا تاركة المكان لغيرها من الذكريات كى تحل محلها..!! لا احبك..اكررها مرار.. لا اريدك.. يكررها قلبى الالاف المرات.. ومع هذا لا انساك.. انت فى قلبى.. فى عقلى.. تملوء اى شئ فارغ او كان ممتلئ..!! اكرهك.. اعيدها على نفسى كلما اتت على ذكرك.. ابدأ فى تلقين قلبى كلمات غاضبة حانقة عليك.. اذكره بكل ماكان من قسوتك وجراحك فيه.. كل ماقلته وكل مالم تقوله.. ولكن الاشواق لاتهدأ ولا تندمل..!! اكره كل شئ يذكرنى فيك.. العنه.. ثم اعود فـ أقول لنفسى وهل مر يوما لم تتذكريه فيه.. وهل مر شيئا عليكى لم يثير بداخلك ذكراه..!! انت حى بداخلى.. وانا ميتة من الداخل والخارج.. انت تعبث بمشاعرى وقلبى حتى فى غيابك..!! وانا لاحيلة لى عليهم ولا امرا..!! انت صداع بداخل عقلى.. تؤرق نومى.. ترهق تفكيرى.. اتذكرك فى كل شئ.. حتى كرهت ولعنت احب الاشياء لى..!! اكرهك.. لااحبك.. لا اريدك.. ومع هذا انتظر عودتك.. واتمنى حقا الا تأتى..!!!! فهل رأيت يوما انسانا بداخله كل هذه المشاعر الم