التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تشريح الأنا

منذ ايام مضت كتبت مازحة إني حينما اتحدث مع نفسي ويحتد بيني وبينها النقاش دائماً ما افاجئ بتلك الشخصية الثالثة التي تكرش عن أنيابها كي تجعل كلانا - انا ونفسي - نصمت! وحينها اجابتني احد أصدقائي بأنه "قرينك يازواوي" فـضحكت وقلت بلى إنه the beast ذلك الوحش الذي يسيطر تماماً علي الـ 23 شخصية الذين يعيشون بجسد كيفين في فيلم Split ! من شاهد الفيلم يعرف كيف خلق كيفين شخصية الوحش وكيف اعطاها حق السيطرة ولماذا أعطاها هذا الحق! كنت أضحك على ماكتبت وعلى تعليقات اصدقائي، حتي صمتت لحظة وأدركت اني ايضا املكه! نعم أنا ايضا املك بداخلي وحشاً! لا أعرف بالتحديد كيف بزغ هذا الوحش من داخلي وأعلن حقه في القيادة، كل ما اتذكره حقاً عن طفولتي هو كوني طفلة حساسة كثيرة البكاء حتي إني كنت ابكي كلما نهرني ابي او تحدث معى بصوت عالً.. فأين ذهبت هذه الطفلة مني ؟! كيف تحولت لـ هذه الفتاة "المسترجلة"- حسب تعبير البعض - في كل شئ! بداية من طريقة المشي والكلام ونبرة الصوت، حتي في غضبي كنت ولازالت اشبه بالرجال! وكثيرا ممن رأى نوبات غضبي اصيب بالدهشة وربما الفزع مني! لا أخشي المواجهات ولا اتجنب الصراعات بالعكس، احياناً كثيرة أبادر بالمواجهة الأولي! تقول أمي عني إني لا اخشي شيئاً لدرجة الغباء! ففي كثيراً من الوقت يكون الموقف بما فيه أكبر من أحتمالي ولكنى لا اتزعزع ولا اتردد! ابادر بالهجوم "ياقاتل يامقتول" تتعجب أمي من قدراتي علي مواجهة من هم أكبر مني حجماً وصوتاً وسلطة - احياناً كثيرة - لا تفهم من أين تأتيني هذه الجرأءة وكيف لا أشعر بالخوف؟!  منذ أكثر من عام ونصف كانت حالتي النفسية متدهورة للغاية واتخذت قراراً بالذهاب لـ طبيب نفسي أعرفه، كنت أتحدث معه واجيب علي اسئلته حتي قاطعني فجأة وهو يقول بعصبية " نرمين مالك؟! " أنظر اليه بدهشة، فيكمل " الناس بيجوا عندي نص ساعة او ساعة بالكتير وبيفكوا ويتكلموا براحتهم.. لكني انتي لأ! ليه يانرمين كل حوائط الدفاع دي؟! " تحدث معى كثيراً وصف ذاك الوحش بداخلي بدقة وتحدث عن هذه الآخري المدفونة بين طياته، أراد إن يحيها مرة آخرى!  تنتهي الجلسة وأنا اشعر بالدوار، ثم يقرر ذاك الوحش بداخلي لا مزيد من الجلسات مع هذا الأحمق الذي لا يعرف شيئاً!  يمثل هو كل ما لا اقدر عليه "انا" انا تلك الشخصية الضعيفة الهشة، التي تخاف كثيراً وتتألم كثيراً وتحمل بداخلها اوجاعاً لا يدرى عنها احداً - سوى الله - شيئاً !اما عنه هو فقد أنقذني من الأنهيار كثيراً.. كان ولايزال عقلاً خالصاً، قاطعاً كالسيف، لا يتهاون ولا يتردد، صوته عالً ولا يخشي احداً، لا يفكر في اراء الآخرين، ويمقت كل من تسبب في ايذائي يوماً!  يحبني كثيراً ويكره ضعفي! يلومني علي هشاشة مشاعري والومه علي قسوته، اريده إن يسامح كي ننسي ويريد هو إن ينتقم لي وله ويستمتع بالأنتقام، أقول هم ويقول نفسي ومن بعدي الطوفان! أتحدث بالقلب ويتحدث بالعقل فقط، أغرق انا في تساؤلاتي وحيرتي حتي تصيبني الكآبة بينما يسير هو مستمعاً لموسيقاه المفضلة في لا مبالاة غير عبءً بكل شئ ضارباً بدنياه عرض الحائط! هو سعيد وكفي! انا لا احب نفسي كثيراً ومتواضعة حيالها، هو يحب نفسه حد الغرور لا يتواضع، ولا يمكنك ابداً إن تنصب له كميناً كي يعترف بأخطاؤه! هو شخصية مرحة جداً صاخبة ضحكته كما سمعها الكثير "متقطعة شريرة" وأنا أكتفي بأبتسامة هادئة وضحكة أنثوية رقيعة احياناً!  لا تتعجب! من يعرفني جيداً يدرك إني امتلك كلاً الضحكتين، ويعرف إني امتلك نبرتي صوت مختلفتين تماماً!  نحن دائماً -أنا والوحش- علي طرفي النقيض! لانقبل الحلول الوسط.. وحينما يبدأ الصراع بيني وبينه تظهر تلك الشخصية الثالثة التي تحاول تهدأة الوضع وإيجاد حل وسطي ولكن بلا أمل! فعادة ما يسيطر الوحش ويتأخذ القرار الأخير بلا رجعة ولا هوادة حتي وإن كان في هذا القرار آذي كبير لي!  يتركني لحزني اياماً قليلة أحاول فيها لملمة شتات نفسي ثم يعود لألتقاطي مرة أخرى ويدفعني للأمام كي استمر، كي أتابع العيش! لا أنكر إني احياناً كثيرة اشعر بالضياع ولا أفهم كيف أشعر تجاه الموقف / الشخص نفسه مشاعر متضاربه متخبطة بين الحب والكره ، الشفقة والشماتة..إلخ!  لا أكذب حينما أقول إني أحب هذا الوحش وأثق به كثيراً وحقاً أشعر بالأمتنان لوجوده! حتي وإن كان سبب وجوده في الأساس هو مجموعة من الحمقي عديمي الأنسانية استهانوا بلحظات ضعفي وازدراها او قابلها بجفاء تام جعلني أكره ضعفي وخلقوا هذا الوحش الغاضب بداخلي! والسؤال هنا لهم هل أنتم سعداء الآن؟!  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحمدلله الذى أذهب عنا الحزن

كنت أحارب العالم بداخلي وخارجي. أحارب نفسي وأفكاري وهذه أخطر وأكبر قوة على الإطلاق! أحارب ما يقابلني من سوء وقبح وجهالة. كنت أدور في دوائري متخبطة ويزداد طريقي عتمة، كنت أحاول التمسك بشيء ليرشدني وأن أحاول العبور بخفة، حاولت أن أفكك رابطة الخيوط، أن أخفض الأصوات برأسي وكلما جن علي الليل أجدها تعبث بي مجددا! كنت أتفاعل كما الالات حتى أقاوم السقوط! لا أشعر بمرور الوقت، لا أتذوق الطعام، لا أفكر في الكلمات! وبرغم كل محاولاتي لم يهدأ إحساسي بالوحشة والغرابة! كل ما كنت أتمناه كان السلام وأن تهدأ تلك الأصوات برأسي، حتى أتمكن من عبور العاصفة! حاولت إغلاق كل النوافذ والأبواب كي أنعم بالأمان والدفء، حتى تسللت إلى الظلمة واعتنقتها أنا مستسلمة! أصبحت أؤرخ حياتي بلحظات التعاسة فقط! اللحظة التي فقدت فيها إيماني الساذج بالبشر. اللحظة التي فقدت فيها ثقتي بالآخرين، كل الآخرين! اللحظة التي أدركت فيها أن عشرتي وموضع ثقتي لا تراني سوى فترة ستنتهي عاجلا أم آجلا! اللحظة التي أدركت فيها أني قد عشت ثلاثين عاما مثقلة بهموم معاركي الخاسرة! كنت أعيد تكرارها علي نفسي وأزيد في جلدها، لم يعد لي منها مهربا، كنت أنا

احببتــك..ولكنك خـذلتنــى

نحن لانكره الا من احببناهم بقوة..الا من وثقنا بهم يوما.. لانكره الا هولاء الاشخاص..الذين خذلوا حبنا وثقتنا بهم.. لانكره الاهولاء الذين سمحنا لهم برؤية قلوبنا على حقيقتها.. بعدما سمحنا لكلماتهم ان تمس مشاعرنا وتكون جزء من محبتنا لهم.. نحن لانكره بقوة..الا من احببناهم بقوة..وامعنوا فى خذلان قلوبنا بقوة.. والوقت وحده هو القادر على ان يشفى جرحنا منهم..

اكرهــك بقدر حبى لك...واحبـــك بقدر كرهى لك..!!

أتدرى..أشعر احيانا بأنك القيت لعنة على عتبات قلبى ان ترحل.. لعنة اصابت المسكين فى مقتل.. فلا ذكراك بــ مغادرة لــ حوائطه.. ولا تاركة المكان لغيرها من الذكريات كى تحل محلها..!! لا احبك..اكررها مرار.. لا اريدك.. يكررها قلبى الالاف المرات.. ومع هذا لا انساك.. انت فى قلبى.. فى عقلى.. تملوء اى شئ فارغ او كان ممتلئ..!! اكرهك.. اعيدها على نفسى كلما اتت على ذكرك.. ابدأ فى تلقين قلبى كلمات غاضبة حانقة عليك.. اذكره بكل ماكان من قسوتك وجراحك فيه.. كل ماقلته وكل مالم تقوله.. ولكن الاشواق لاتهدأ ولا تندمل..!! اكره كل شئ يذكرنى فيك.. العنه.. ثم اعود فـ أقول لنفسى وهل مر يوما لم تتذكريه فيه.. وهل مر شيئا عليكى لم يثير بداخلك ذكراه..!! انت حى بداخلى.. وانا ميتة من الداخل والخارج.. انت تعبث بمشاعرى وقلبى حتى فى غيابك..!! وانا لاحيلة لى عليهم ولا امرا..!! انت صداع بداخل عقلى.. تؤرق نومى.. ترهق تفكيرى.. اتذكرك فى كل شئ.. حتى كرهت ولعنت احب الاشياء لى..!! اكرهك.. لااحبك.. لا اريدك.. ومع هذا انتظر عودتك.. واتمنى حقا الا تأتى..!!!! فهل رأيت يوما انسانا بداخله كل هذه المشاعر الم