كان الأمر اشبه بخسارة شيئآ لم يكن لي ابداً ومع ذلك كان الألم عظيماً وكأني امتلكته العمر كله..
تغني فيروز " ياليت منن مديت ايداي وسرقتك, ايه ايه لأنك إلن رجعتن ايداي وتركتك حبيبي"
أعود بالزمن حيث توقفت منذ عامين او ثلاثه - لا أتذكر حقآ كم مر علىّ من الوقت هنا - حيث نقطة البدايه/النهاية حينما اعترفت لك بحقيقة مشاعري تجاهك، حينما بدالتني ايها وللحظات معدودة حل السلام بقلبي وملئني الدفء.
اتسأل لماذا لم أفعلها كما قالت فيروز" مديت ايداي وسرقتك" من كل شيء.. من والديك، من اخوتك، من أصدقائك، من جذور علاقاتك كلها، واعلنتك ملكية خاصةً بي بلا شريك! كان كلانا سيدفع الآخر للجنون بلا شك.
تتابع فيروز "صدقني لو بقدر اتحمل عذاب، عذاب الاشيا كلها ما كنت فليت، ولا كنت حرقتا حياتي وحرقتك.. إذا رجعت بجن وان تركتك بشقى.. لا قدرانة فل ولا قدرانة ابقى"
ولكني افتقدك.. كما افتقد رائحة الشتاء وغيومه وايامه الباردة، أفتقد دفئ وجودك. كما تفتقد تلك الصغيرة بداخلي لـ بطانيتها المفضلة ذات اللون البني الهادئ. كما افتقد عرائسي وألعابي وغرفتي الصغيرة ببيتي القديم.
اتفقد محادثتنا القديمة ويملئني الفراغ وافتقدك أكثر.
أدرك ان قرار الفراق كان بيدي ولكني اتسأل كل يوم هل سيضرني حقآ أن تعود وان اعود كما كنا؟ وهل يمكنك أن تقفز الآن إلى سيارتك لأجدك امامي، تخبرني إنك هنا من أجلي وان ما تخليت عنه بمحض ارادتي لا يمكن ان نختبره انا وانت مجدداً مع احدا اخر؟ وان نعود ربما كما كنا صديقين قبل كل شيء!
اتابع أيامي متناسية قلبي كله حتي لا اسقط سهوا وينكسر القناع، اتجنب متابعتك ولا اقترب ابدا من هذا الجرح الغائر بداخلي ولكن من الحين للآخر اقابلك صدفة on social media تبدو سعيداً بدوني! أعلم أنك لست بخير تماماً وتفتقدني، ولا تحاول ان تدعي كذبا غير ذلك!
كيف امحوك من ذاكرتي؟! انا التي لا تستطيع ابدا ان تتذكر شيئآ كاملاً بسبب ما تعانيه من زهايمر مبكر منذ الولادة ومع ذلك ورغم ذلك لا تنساك! لا انسي تفاصيلك الصغيرة، واهتمامك بآتفه اموري وضحكاتي معك، وتلك الضحكة بالتحديد ونبرة الصوت التي لم يستطع احدا ان يخرجها مني سواك..
يأخذك الحنين فتهاتفني مدعياً ألف سبب تافهاً للكلام كعادتك، واطاوعك متظاهرة بتحكمي للأمور كعادتي.. يأخذنا الحديث حول كل شئ واي شيء في دوائر تطول او تقصر بينما نتجنب انا وانت الحديث "عنا" حتي نصل للنقطة التي يدركك فيها كلانا إنه "برغم ان الشوق موجود وحنيني اليك موجود" إلا إنها "غلطة ومش هتعود"
لا أعلم حتي الآن كيف ساقتك الأقدار لي وما الحكمة من ذلك؟! ولكني في اعماقي أدرك ان قراري بالبعد لم يكن عشوائيا بل كان صحيحا مئة بالمئة. كبرنا سويا ياعزيزي واخذتنا الايام وأصبحنا نري ان كلانا لم ينضج فحسب ولكنه اختار أيضآ طريقاً لا يمت بصله للآخر واذا أراد احدا منا الآخر معه فعليه حرفياً ان يسرقه من نفسه، وأنا لا أريد ابدا ان أسرقك.. اردتك ان تأتي الى طوعاً -لا كرهاً- فقط لأنك تحبني كما أحبك فـ اطلقت سراحك. فلا تظن للحظة إني فلت يدي لأني - لا سمح الله - لا أريدك.
يقولون اذا تكسر شيء ما وكانت القطع كبيرة بما يكفي، بالقليل من الصبر والذكاء يمكنك إصلاحها. واذا تحطم وصار قطعاً صغيرة فإنه حتماً إلى زوال. ولكنك إذا سمحت للنور أن يتسلل لتلك القطع الصغيرة ستلمع مجدداً وستعود لتتذكر كيف كان الامر جميلاً وساحراً منذ البداية.. سأمضي كما أنا متناسية ما علي الكتف من ألم واحاول ان اتذكرنا دائما بهذا الشكل، حيث سحر البدايات. ولا تنسي انا وانت لا نتحدث ابدا "عنا"
تعليقات
إرسال تعليق