التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عندما كان العالم كثيراً وانا وحدي!

اتظاهر بالامبالاة. ابتسم ابتسامة هادئة في حالة الفرح واوجه نظري لاسفل كتعبير عن الحزن والاسف! بداخلي الكثير وانا لا اجيد فن البوح! تتداخل المشاعر بداخلي وتتضارب كلياً. فيصبح الحزن جزءً من الفرح ويصيبه بالمرارة وتنتابني في لحظات حزني نوبات ضحك بدون مبرر واضح! أفقدت خلايا عقلي قدرتها علي التمييز؟!
لا اعرف حقاً! تسألتني كيف تشعرين بعد إتمام عامك الـ 27؟! 

اجيب لا شيء! نتنظر لي متعجبة! قلت حقاً انا لا اشعر بشئ!
!Not happy, not sad! I'm just numb
أتعرف هذا الشعور حينما تمتلئ الغرفة عن آخرها بأكوام بالية وصناديق وبقايا اشيائك القديمة فلا يصبح بها موضعاً لقدم! أحياناً اشعر وكأن قلبي مثل هذه الغرفة، مكدساً بالمشاعر ولم يعد به موضعاً للمزيد منها! انا لا أشعر. انا لا أريد أن أشعر. انا اتظاهر بالامبالاة! ابتعد عن كل ما يمكنه ان يحرك مشاعري. اشاهد افلام الرعب بالتحديد، ابتعد عن القراءة، حتي الكتابة التي اعتدت إن أفرغ بها ما بداخلي ابتعد عنها!
الصق سماعات الرأس بأذني طوال الوقت استمع لقائمة لا تنتهي من الموسيقي والأغاني فتطغي علي ما حولي وما بداخلي من صخب، اقضي معظم وقتي بالعمل كي اعود للبيت مرهقة، خالية القوي لا ارجو سوى نوماً سريعاً هادئاً. وما هي إلا بضعة دقائق حتى تخيم علي رأسي تلك السحابة السوداء وتبدأ نوبة فزع جديدة، ابكي كثيراً واحاول تهدئة نفسي بلا فائدة، تتسارع انفاسي وتزداد دقات قلبي بعنف، سينفجر، اقسم لك سينفجر وأموت! انام؟ ام افقد الوعي؟! لا ادري حقاً. يقولون تغيرتي كثيراً، أصبحتِ شخصاً مختلفاً.اتظاهر بالامبالاة وابتسم ابتسامة هادئة! قديماً كنت اشعر ان بقلبي سعة ليضم العالم كله في داخله، ليحب كل احد، ويعانق كل جميل، ويواسي كل حزين ويحتوي كل ضائع ومشرد! والآن أشعر انه بالكاد يتسع لي! هل اميل لجعل حياتي درامية كي تبدو وكأنها شاعرية مثلاً؟! ام أن الأمر حقيقي؟! ولماذا هناك دائما هذا الصوت بداخلي الذي يلعن ضعفي ويتهمني بالمبالغة في الشكوي والتهويل، يقوم بركلي ويعنفني كثيراً. يقول لي ان احتفظ بتلك المعارك اليومية داخل رأسي، يأمرني بالثبات كأن الحياة تدور من حولي ومن تحت قدمي وانا لا يجب ان أهتز، يأمرني أن ابدو صلبة من الخارج وكأني أقبض علي مفاتيح الحكمة كلها. فـ تراني أنت وغيرك فتتوسم بي القوة والصفاء النفسي!  يقولون إن ثمة خيط رفيع جداً بين الشئ ونقيضه. بين إن يصبح الخير شر، بين انقلاب السعادة لحزن، بين تحول الأمل ليأس دائم، وبين ان أبدو أمامك كشخص فارغ تماماً لايمتلك ما يقدمه لك او لغيرك وبين حقيقة امتلاء قلبي بما لا يقوي علي تحمله. فأختار إلا اشعر، فأختار اللامبالاة! لا أحد يعرف كيف بدء الأمر، كيف تكدست الغرفة، كيف تعتمت وسادها الصمت والظلام! حتى انا لا اعرف. كنت احسب اني اتخطي ما يحزنني واذا بي اتوهم! الحقيقة اني كنت اضع ما يؤلمني في صندوق واغلقه واضعه اياه في الغرفة ومن ثمّ توالت الصناديق ولم يصبح بالقلب موضع قدم! تسالني لماذا أنا انفعالية، لماذا يثار غضبي من ابسط الاشياء، لماذا أشعر وكأن العالم كثيراً جداً وانا وحدي غريبة ووحيدة، لماذا ابدو أحياناً حزينة بلا سبب واضح! فأقول لا شئ، كل شئ!  هذا العالم ثقيل جداً علي كتفىِّ وقلبي متعب وحانق! يحمل بداخله كل الغضب الذي لم افرغه، كل الخيبات المميتة التي لم أتجاوزها والتي تجعلني أفقد آمالي في ابسط الأشياء.  أنا لست لامبالية علي الاطلاق! انا اتعذب من الداخل من كل ما مر بي صغيراً او كبيراً، من كل كلمة سقطت سهواً، من كل نظرة حزينة، من كل استهانة بضعف مررت به او مشاعر افصحت عنها، من كل خدشة صغيرة غير ملحوظة.. كلها موجودة بداخلي، أحملها وتحملني!

فأختار ان لا أشعر.انا لا أريد أن أشعر.انا اتظاهر بالامبالاة.   

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحمدلله الذى أذهب عنا الحزن

كنت أحارب العالم بداخلي وخارجي. أحارب نفسي وأفكاري وهذه أخطر وأكبر قوة على الإطلاق! أحارب ما يقابلني من سوء وقبح وجهالة. كنت أدور في دوائري متخبطة ويزداد طريقي عتمة، كنت أحاول التمسك بشيء ليرشدني وأن أحاول العبور بخفة، حاولت أن أفكك رابطة الخيوط، أن أخفض الأصوات برأسي وكلما جن علي الليل أجدها تعبث بي مجددا! كنت أتفاعل كما الالات حتى أقاوم السقوط! لا أشعر بمرور الوقت، لا أتذوق الطعام، لا أفكر في الكلمات! وبرغم كل محاولاتي لم يهدأ إحساسي بالوحشة والغرابة! كل ما كنت أتمناه كان السلام وأن تهدأ تلك الأصوات برأسي، حتى أتمكن من عبور العاصفة! حاولت إغلاق كل النوافذ والأبواب كي أنعم بالأمان والدفء، حتى تسللت إلى الظلمة واعتنقتها أنا مستسلمة! أصبحت أؤرخ حياتي بلحظات التعاسة فقط! اللحظة التي فقدت فيها إيماني الساذج بالبشر. اللحظة التي فقدت فيها ثقتي بالآخرين، كل الآخرين! اللحظة التي أدركت فيها أن عشرتي وموضع ثقتي لا تراني سوى فترة ستنتهي عاجلا أم آجلا! اللحظة التي أدركت فيها أني قد عشت ثلاثين عاما مثقلة بهموم معاركي الخاسرة! كنت أعيد تكرارها علي نفسي وأزيد في جلدها، لم يعد لي منها مهربا، كنت أنا

احببتــك..ولكنك خـذلتنــى

نحن لانكره الا من احببناهم بقوة..الا من وثقنا بهم يوما.. لانكره الا هولاء الاشخاص..الذين خذلوا حبنا وثقتنا بهم.. لانكره الاهولاء الذين سمحنا لهم برؤية قلوبنا على حقيقتها.. بعدما سمحنا لكلماتهم ان تمس مشاعرنا وتكون جزء من محبتنا لهم.. نحن لانكره بقوة..الا من احببناهم بقوة..وامعنوا فى خذلان قلوبنا بقوة.. والوقت وحده هو القادر على ان يشفى جرحنا منهم..

اكرهــك بقدر حبى لك...واحبـــك بقدر كرهى لك..!!

أتدرى..أشعر احيانا بأنك القيت لعنة على عتبات قلبى ان ترحل.. لعنة اصابت المسكين فى مقتل.. فلا ذكراك بــ مغادرة لــ حوائطه.. ولا تاركة المكان لغيرها من الذكريات كى تحل محلها..!! لا احبك..اكررها مرار.. لا اريدك.. يكررها قلبى الالاف المرات.. ومع هذا لا انساك.. انت فى قلبى.. فى عقلى.. تملوء اى شئ فارغ او كان ممتلئ..!! اكرهك.. اعيدها على نفسى كلما اتت على ذكرك.. ابدأ فى تلقين قلبى كلمات غاضبة حانقة عليك.. اذكره بكل ماكان من قسوتك وجراحك فيه.. كل ماقلته وكل مالم تقوله.. ولكن الاشواق لاتهدأ ولا تندمل..!! اكره كل شئ يذكرنى فيك.. العنه.. ثم اعود فـ أقول لنفسى وهل مر يوما لم تتذكريه فيه.. وهل مر شيئا عليكى لم يثير بداخلك ذكراه..!! انت حى بداخلى.. وانا ميتة من الداخل والخارج.. انت تعبث بمشاعرى وقلبى حتى فى غيابك..!! وانا لاحيلة لى عليهم ولا امرا..!! انت صداع بداخل عقلى.. تؤرق نومى.. ترهق تفكيرى.. اتذكرك فى كل شئ.. حتى كرهت ولعنت احب الاشياء لى..!! اكرهك.. لااحبك.. لا اريدك.. ومع هذا انتظر عودتك.. واتمنى حقا الا تأتى..!!!! فهل رأيت يوما انسانا بداخله كل هذه المشاعر الم