التخطي إلى المحتوى الرئيسي

everything is not as it seems

كنا بنتكلم عن جوهر الأشياء/ الأشخاص من حوالينا، وهل فعلاً كل اللي بندركه في بداية علاقتنا بالأشخاص اللي بيدخلوا حياتنا حقيقي؟ ولا مع الوقت والعشرة والاحتكاك هنكتشف أبعاد أكتر وأكبر.. 
ولما بدأ النقاش بيني وبينه يبقى حاد شوية، لأني مؤمنة بأنه كله بيتغير للأسوأ وهو بيحاول يقنعني بالعكس وإن صوابعي مش زي بعضها، قالي: عارفه.. أنا زمان كنت زيك كده، مؤمن جداً بالمقولة دي everything is not as it seems وكنت كمان بفسرها علي نحو سئ.. بأنه مع الوقت والعشرة هنكتشف اللي يخلينا نبعد عن بعض أكتر! لكن كل ده اتغير بالكامل لما قبلتها!
محبتش أقاطعه فـ هزيت رأسي باهتمام عشان يكمل.. 
قال: كنت في حفلة في بيت صديق ليا وكانت هناك.. كانت جميلة بكل تفاصيلها، بداية من شعرها ولامعة عينها وخجلها مع كل تعليق حلو بتسمعه! كانت في هاله غريبة حواليها بتشدني ليها.. طريقة كلامها، ضحكتها، هزة رجليها وهي متوترة، جسمها وهو بيميل لما تسمع المزيكا وتندمج معاها وتنسى الناس اللي حواليها.. فضلت مركز معاها طول الليل، مش قادر أبعد عيني عنها ولا قادر في نفس الوقت أثبت نظري عليها! كل تفصيلة فيها كانت بتحرك حاجة جوايا.. بعد مدة قصيرة مقدرتش اكمل، حسيت بالخطر وقررت أمشي من الحفلة! 
كان فات تقريباً أسبوع او أكثر علي أول مرة شفتها فيها، لما دخلت كافيه في وسط البلد ولقيتها قاعده فيه.. كان واضح انها مشغولة جداً، فاتحة اللاب توب قدامها وبتكتب بسرعة وهي بتعض علي شفايفها وبتشرب قهوتها ومركزة جداً بالرغم من الدوشة والأصوات اللي حواليها وكأنها قاعدة في عالم موازي.. للمرة الثانية، أكتفيت أني أراقبها بصمت! 
بس القدر أداني فرصة ثالثة لما في نفس اليوم لقيتها قاعدة جنبي في المترو!
للحظة كنت مذهول ومش فاهم، بس قررت إني لازم أكلمها وإلا قلبي اللي بيدق بعنف ده هينفجر جوايا! لما بدأت أتكلم معاها كنت زي الطفل اللي لسه بيتعلم الكلام، مش عارف أجمع جملة مفيدة! كانت بتبصلي، فأتكهرب أكتر فتحول عنيها عني وتبص في الارض وتضحك ضحكة خفيفة زي ما يكون قلبها بيشفق علي حالي البائس قدامها! ولما لساني فك شوية وبدأت أتكلم وأحكيلها عن ذكريات طفولتي كانت مركزة معايا ومندمجة كأني بحكيلها عن سر من أسرار الدولة..
مسكت موبايلها وسجلت عليه رقمي قبل ما أنزل من المترو، ولما نزلت لقيتها بتبص عليها وبتودعني زي العيال الصغيرة.. 
يومها لما روحت البيت وانا شبه طاير من السعادة، حسيت إنها -هي- أخطر بكتير مما كنت أتصور ! 
بعدها بيومين، كنت قاعدة قدامي في مطعم البرجر اللي بتحبه، بناكل وبنتكلم وبنهزر والبرجر بيبهدلنا بالدهون اللي نازلة منه وبنمسح ايدينا بالمناديل ومع ذلك مفيش فايدة.. كان أسعد وقت قضيته في حياتي، مكنتش حاسس بالوقت، كنت حاسس بالأنسجام وإني أول مرة أكون علي طبيعتي ومش قلقان بالعكس، أنا مرتاح جداً.. مش هتصدقي لو قولتلك اني يومها فهمت إحساس المتغرب سنين طويلة عن بلده وأخيراً رجعلها! 
مع الوقت بقي كتفي هو المكان اللي بتريح عليه راسها وهي بتتفرج علي الفيلم في السينما عشان تقدر تسرق مني الفشار براحتها لما تخلص بتاعها في أول 5 دقايق من الفيلم، وأتعودت اسمع المزيكا بصوت عالي جداً واحنا بنتمشي في الشارع وكل واحد فينا في ودنه فردة سماعة واحدة بس.. واسمع بحبك منها بصوت نص نعسان كل يوم بالليل قبل ما تنام.. 
مش عارف اوصفلك هي كانت ايه بالتحديد بس هحاول.. كانت زي أول ورقة شجر بتقع مع بداية الخريف، زي ريحة الجو بعد يوم ممطر، زي الشرارة اللي بتلمع أول ما تولع عود الكبريت! مكنتش الهدوء اللي بيسبق العاصفة، كانت هي العاصفة نفسها!
هقولك كانت بالضبط زي ايه، عارفة لما بتشوفي الألعاب النارية في صندوق وتتخيلي إزاي لما تفرقع هيبقي منظرها مبهج وجميل ومع كل تخيلاتك دي لما بتفرقع فعلاً قدامك بتلاقي نفسك عاجزة عن التعبير عن جمالها وسحرها.. هي كانت كده! 
كانت كل حاجة نقصاني، واللي مفهمتش أنها نقصاني غير لما شوفتها.. كأني كنت أعمي وفتحت! كان فيها اللي بتمناه وأكتر، كانت كتير عليا..
عشان كده دلوقتي لما حد بيقولي الجملة دي
everything is not as it seems
بقوله انت عندك حق ! لأنها- هي - في الحقيقة أكتر وأعمق بكتير من مجرد شريكة في علاقة.. 
هي الدفا والاحتواء اللي بيقضي البني آدم مننا العمر كله وهو بيدور عليه ومبيلاقهوش! هي اللي روحها جت وكملت روحي، ووجودها كان القطعة المفقودة من الـ Puzzle جوا تكويني العقلي.. هي الجمال، هي وطني اللي رجعتله بعد سنين غربة.. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحمدلله الذى أذهب عنا الحزن

كنت أحارب العالم بداخلي وخارجي. أحارب نفسي وأفكاري وهذه أخطر وأكبر قوة على الإطلاق! أحارب ما يقابلني من سوء وقبح وجهالة. كنت أدور في دوائري متخبطة ويزداد طريقي عتمة، كنت أحاول التمسك بشيء ليرشدني وأن أحاول العبور بخفة، حاولت أن أفكك رابطة الخيوط، أن أخفض الأصوات برأسي وكلما جن علي الليل أجدها تعبث بي مجددا! كنت أتفاعل كما الالات حتى أقاوم السقوط! لا أشعر بمرور الوقت، لا أتذوق الطعام، لا أفكر في الكلمات! وبرغم كل محاولاتي لم يهدأ إحساسي بالوحشة والغرابة! كل ما كنت أتمناه كان السلام وأن تهدأ تلك الأصوات برأسي، حتى أتمكن من عبور العاصفة! حاولت إغلاق كل النوافذ والأبواب كي أنعم بالأمان والدفء، حتى تسللت إلى الظلمة واعتنقتها أنا مستسلمة! أصبحت أؤرخ حياتي بلحظات التعاسة فقط! اللحظة التي فقدت فيها إيماني الساذج بالبشر. اللحظة التي فقدت فيها ثقتي بالآخرين، كل الآخرين! اللحظة التي أدركت فيها أن عشرتي وموضع ثقتي لا تراني سوى فترة ستنتهي عاجلا أم آجلا! اللحظة التي أدركت فيها أني قد عشت ثلاثين عاما مثقلة بهموم معاركي الخاسرة! كنت أعيد تكرارها علي نفسي وأزيد في جلدها، لم يعد لي منها مهربا، كنت أنا

احببتــك..ولكنك خـذلتنــى

نحن لانكره الا من احببناهم بقوة..الا من وثقنا بهم يوما.. لانكره الا هولاء الاشخاص..الذين خذلوا حبنا وثقتنا بهم.. لانكره الاهولاء الذين سمحنا لهم برؤية قلوبنا على حقيقتها.. بعدما سمحنا لكلماتهم ان تمس مشاعرنا وتكون جزء من محبتنا لهم.. نحن لانكره بقوة..الا من احببناهم بقوة..وامعنوا فى خذلان قلوبنا بقوة.. والوقت وحده هو القادر على ان يشفى جرحنا منهم..

اكرهــك بقدر حبى لك...واحبـــك بقدر كرهى لك..!!

أتدرى..أشعر احيانا بأنك القيت لعنة على عتبات قلبى ان ترحل.. لعنة اصابت المسكين فى مقتل.. فلا ذكراك بــ مغادرة لــ حوائطه.. ولا تاركة المكان لغيرها من الذكريات كى تحل محلها..!! لا احبك..اكررها مرار.. لا اريدك.. يكررها قلبى الالاف المرات.. ومع هذا لا انساك.. انت فى قلبى.. فى عقلى.. تملوء اى شئ فارغ او كان ممتلئ..!! اكرهك.. اعيدها على نفسى كلما اتت على ذكرك.. ابدأ فى تلقين قلبى كلمات غاضبة حانقة عليك.. اذكره بكل ماكان من قسوتك وجراحك فيه.. كل ماقلته وكل مالم تقوله.. ولكن الاشواق لاتهدأ ولا تندمل..!! اكره كل شئ يذكرنى فيك.. العنه.. ثم اعود فـ أقول لنفسى وهل مر يوما لم تتذكريه فيه.. وهل مر شيئا عليكى لم يثير بداخلك ذكراه..!! انت حى بداخلى.. وانا ميتة من الداخل والخارج.. انت تعبث بمشاعرى وقلبى حتى فى غيابك..!! وانا لاحيلة لى عليهم ولا امرا..!! انت صداع بداخل عقلى.. تؤرق نومى.. ترهق تفكيرى.. اتذكرك فى كل شئ.. حتى كرهت ولعنت احب الاشياء لى..!! اكرهك.. لااحبك.. لا اريدك.. ومع هذا انتظر عودتك.. واتمنى حقا الا تأتى..!!!! فهل رأيت يوما انسانا بداخله كل هذه المشاعر الم