الناس في المطلق بينقسموا لـ نصين، نص بيخاف من البدايات ونص بيخاف من النهايات ! وأنا بقى العبد الفقير لله مبحبش الأتنين ! النهايات أو لحظات الوداع معروف أسباب كرهية الناس ليها.. هى دايما مليئة بلحظات الشجن أو الندم أو العتاب أو عدمه أو صمت طويل عن كلام كان المفروض يتقال في وقت فات ومتقالش ومعدش ليه داعي انه يتقال..
لحظات الوداع صعبة حتي لو مفارق وانت كاره، بيفضل في جزء منك متعلق بتفاصيل الحكاية وبيحنلها، وعلي نطاق آخر لحظات ممكن تكون لحظات الوداع قاتلة.. خصوصاً لو بنتكلم عن علاقة دامت فترة طويلة ومليانة تفاصيل كتيرة جدا بين طرفينها! وده مثلاً اللي بيخلق نوع من الوداع الغير كامل.. إزاى ؟! يعنى تقنياً أنا ودعتك وكل اللي بينا أنتهى، وده سواء كان الطرف التاني مات خلااص أو حتى كان فراق عادي بين شخصين.. لكن بالرغم من الفراق الفعلي ده، إلا أن الروح بطريقة ما بتفضل متعلقة بالغايب! مش قادرة علي الفراق ولا قلبها مطوعها تصدق اللي حصل ويفضل جواها يقين ما بوعد اللقاء في وقت ما في زمن ما !
زي ما قولت فى المقالة السابقة، الوداع أو الفراق حاجة لكن التجاوز ليفل تاني خالص ! وعلي فكرة مش شرط ابداً أن الطرف اللي مش قادر يتجاوز ده يكون بيخبط دماغه فى الحيط او حالته النفسية زفت.. بالعكس ممكن يكون مكمل والحياة معاه عادية جداً!
ندخل بقى في سحر البدايات واللي أنا برضك بكرهه ! ملعونة البدايات.. تحسها كده كلها Glitter من اللي بترشه علي الهدايا عشان تبان حلوة لما تيجي تقدمها ! مقصدتش أنها مزيفة- عالأقل مش كلها يعنى - بس أقصد المجهود المبذول فيها..
انت قدام شخص جديد تماماً يعرف عنك شوية تفاصيل صغيرة جداً، لكن التفاصيل الصغيرة دي خلته معجب بيك وعايز يعرفك أكتر، فتبدأ تدخل في مرحلة قدم رجل وأخر رجل.. وتسأل نفسك 100 سؤال هو إنهى الأحسن أتصرف علي طبيعتى ولا اللي قدامي لو شاف طبيعتى هيخاف وهيبعد..الخ من الأسئلة. هى مرحلة كما أطلقت عليها صديقتى نورا اشبه بالـ sweet and sour sauce حلوة علي حادقة..
مرحلة كلها رهانات ، مفيش حاجة فيها صح ومفيش حاجة فيها غلط! موقف واحد ممكن يوطد علاقتك بالطرف التاني لأخر العمر وموقف تاني ممكن يخليكم مش عارفين حتي تبصوا في خلقة بعض! وعلي اللي دخل اللعبة انه يكمل فيها ويتحلى بالشجاعة حتى يصل لـ خط الوسط، أو يتراجع مقدماً لحظة النهاية..
أما عن خط الوسط، أو الحبكة الدرامية أو متن الحكاية زي ما بيقولوا -جزئي المفضل- واللي علي أساسه بندخل الرهان.. ايوه احنا بندخل الرهان وأحنا متعشمين في الحدوتة وشايفين الطرف التاني حبيب أو صديق مثالي جداً لينا..
رحلة خط الوسط بتبدأ بعد ما يكون الطرفين دخلوا منطقة الراحة، بمعنى أن كل واحد فيهم شاف ما يكفي من التاني، سواء علي مستوى المزايا أو العيوب وقرر بقي هيكمل فعلاً للأخر ولا خلااص الوفاق اللي بينا أنتهى بلا رجعة !
وقتها ممكن تسأل نفسك او شريكك أكتر من سؤال زي أنت لسه بتحبني فعلاً ؟! طيب لو أنا أتغيرت هتفضل فى حياتي برضك ولا هتختفى؟!.. منتصف الحبكة وكفى ! زي ما نهلة صديقتى علقت، منتصف الحبكة هو الأهم وهو أساس العلاقة.. لأنه بيملك من التفاصيل اللي بيزقك زق ناحية اتجاه من أتنين ملهمش ثالث.. اما رابطة ابدية حتى نهاية خط العُمر ، أو فراق فعلي وكفي الله بالمؤمنين شَر القتال !
تعليقات
إرسال تعليق