التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عن سحر البدايات ووجع النهايات وخط وسط الحكاية


أنا مبحبش لحظات الوداع خالص! الموضوع بالنسبالي مرهق نفسياً وجسدياً ، يعنى معرفش ليه مثلاً بصدع ساعتها! اه والله متفهمش ليه؟! لأ وكمان القولون العصبي وقتها بيقدم أعظم ضرباته ليا.. ووقتها مش بقدر أقدم أى رد فعل غير السنتحة الكاملة ! أو إني بمنتهى البساطة أعمل نفسي مبحسش ومن بنها وألف وشي الناحية التانية..
الناس في المطلق بينقسموا لـ نصين، نص بيخاف من البدايات ونص بيخاف من النهايات ! وأنا بقى العبد الفقير لله مبحبش الأتنين ! النهايات أو لحظات الوداع معروف أسباب كرهية الناس ليها.. هى دايما مليئة بلحظات الشجن أو الندم أو العتاب أو عدمه أو صمت طويل عن كلام كان المفروض يتقال في وقت فات ومتقالش ومعدش ليه داعي انه يتقال..
لحظات الوداع صعبة حتي لو مفارق وانت كاره، بيفضل في جزء منك متعلق بتفاصيل الحكاية وبيحنلها، وعلي نطاق آخر  لحظات ممكن تكون لحظات الوداع قاتلة.. خصوصاً لو بنتكلم عن علاقة دامت فترة طويلة ومليانة تفاصيل كتيرة جدا بين طرفينها! وده مثلاً اللي بيخلق نوع من الوداع الغير كامل.. إزاى ؟! يعنى تقنياً أنا ودعتك وكل اللي بينا أنتهى، وده سواء كان الطرف التاني مات خلااص أو حتى كان فراق عادي بين شخصين.. لكن بالرغم من الفراق الفعلي ده، إلا أن الروح بطريقة ما بتفضل متعلقة بالغايب! مش قادرة علي الفراق ولا قلبها مطوعها تصدق اللي حصل ويفضل جواها يقين ما بوعد اللقاء في وقت ما في زمن ما !
زي ما قولت فى المقالة السابقة، الوداع أو الفراق حاجة لكن التجاوز ليفل تاني خالص ! وعلي فكرة مش شرط ابداً أن الطرف اللي مش قادر يتجاوز ده يكون بيخبط دماغه فى الحيط او حالته النفسية زفت.. بالعكس ممكن يكون مكمل والحياة معاه عادية جداً! 
ندخل بقى في سحر البدايات واللي أنا برضك بكرهه ! ملعونة البدايات.. تحسها كده كلها Glitter من اللي بترشه علي الهدايا عشان تبان حلوة لما تيجي تقدمها ! مقصدتش أنها مزيفة- عالأقل مش كلها يعنى - بس أقصد المجهود المبذول فيها.. 
انت قدام شخص جديد تماماً يعرف عنك شوية تفاصيل صغيرة جداً، لكن التفاصيل الصغيرة دي خلته معجب بيك وعايز يعرفك أكتر، فتبدأ تدخل في مرحلة قدم رجل وأخر رجل.. وتسأل نفسك 100 سؤال هو إنهى الأحسن أتصرف علي طبيعتى ولا اللي قدامي لو شاف طبيعتى هيخاف وهيبعد..الخ من الأسئلة. هى مرحلة كما أطلقت عليها صديقتى نورا اشبه بالـ sweet and sour sauce حلوة علي حادقة..
مرحلة كلها رهانات ، مفيش حاجة فيها صح ومفيش حاجة فيها غلط! موقف واحد ممكن يوطد علاقتك بالطرف التاني لأخر العمر وموقف تاني ممكن يخليكم مش عارفين حتي تبصوا في خلقة بعض! وعلي اللي دخل اللعبة انه يكمل فيها ويتحلى بالشجاعة حتى يصل لـ خط الوسط، أو يتراجع مقدماً لحظة النهاية.. 
أما عن خط الوسط، أو الحبكة الدرامية أو متن الحكاية زي ما بيقولوا -جزئي المفضل- واللي علي أساسه بندخل الرهان.. ايوه احنا بندخل الرهان وأحنا متعشمين في الحدوتة وشايفين الطرف التاني حبيب أو صديق مثالي جداً لينا.. 
رحلة خط الوسط بتبدأ بعد ما يكون الطرفين دخلوا منطقة الراحة، بمعنى أن كل واحد فيهم شاف ما يكفي من التاني، سواء علي مستوى المزايا أو العيوب وقرر بقي هيكمل فعلاً للأخر ولا خلااص الوفاق اللي بينا أنتهى بلا رجعة ! 
وقتها ممكن تسأل نفسك او شريكك أكتر من سؤال زي أنت لسه بتحبني فعلاً ؟! طيب لو أنا أتغيرت هتفضل فى حياتي برضك ولا هتختفى؟!.. منتصف الحبكة وكفى ! زي ما نهلة صديقتى علقت، منتصف الحبكة هو الأهم وهو أساس العلاقة.. لأنه بيملك من التفاصيل اللي بيزقك زق ناحية اتجاه من أتنين ملهمش ثالث.. اما رابطة ابدية حتى نهاية خط العُمر ، أو فراق فعلي وكفي الله بالمؤمنين شَر القتال ! 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحمدلله الذى أذهب عنا الحزن

كنت أحارب العالم بداخلي وخارجي. أحارب نفسي وأفكاري وهذه أخطر وأكبر قوة على الإطلاق! أحارب ما يقابلني من سوء وقبح وجهالة. كنت أدور في دوائري متخبطة ويزداد طريقي عتمة، كنت أحاول التمسك بشيء ليرشدني وأن أحاول العبور بخفة، حاولت أن أفكك رابطة الخيوط، أن أخفض الأصوات برأسي وكلما جن علي الليل أجدها تعبث بي مجددا! كنت أتفاعل كما الالات حتى أقاوم السقوط! لا أشعر بمرور الوقت، لا أتذوق الطعام، لا أفكر في الكلمات! وبرغم كل محاولاتي لم يهدأ إحساسي بالوحشة والغرابة! كل ما كنت أتمناه كان السلام وأن تهدأ تلك الأصوات برأسي، حتى أتمكن من عبور العاصفة! حاولت إغلاق كل النوافذ والأبواب كي أنعم بالأمان والدفء، حتى تسللت إلى الظلمة واعتنقتها أنا مستسلمة! أصبحت أؤرخ حياتي بلحظات التعاسة فقط! اللحظة التي فقدت فيها إيماني الساذج بالبشر. اللحظة التي فقدت فيها ثقتي بالآخرين، كل الآخرين! اللحظة التي أدركت فيها أن عشرتي وموضع ثقتي لا تراني سوى فترة ستنتهي عاجلا أم آجلا! اللحظة التي أدركت فيها أني قد عشت ثلاثين عاما مثقلة بهموم معاركي الخاسرة! كنت أعيد تكرارها علي نفسي وأزيد في جلدها، لم يعد لي منها مهربا، كنت أنا

احببتــك..ولكنك خـذلتنــى

نحن لانكره الا من احببناهم بقوة..الا من وثقنا بهم يوما.. لانكره الا هولاء الاشخاص..الذين خذلوا حبنا وثقتنا بهم.. لانكره الاهولاء الذين سمحنا لهم برؤية قلوبنا على حقيقتها.. بعدما سمحنا لكلماتهم ان تمس مشاعرنا وتكون جزء من محبتنا لهم.. نحن لانكره بقوة..الا من احببناهم بقوة..وامعنوا فى خذلان قلوبنا بقوة.. والوقت وحده هو القادر على ان يشفى جرحنا منهم..

اكرهــك بقدر حبى لك...واحبـــك بقدر كرهى لك..!!

أتدرى..أشعر احيانا بأنك القيت لعنة على عتبات قلبى ان ترحل.. لعنة اصابت المسكين فى مقتل.. فلا ذكراك بــ مغادرة لــ حوائطه.. ولا تاركة المكان لغيرها من الذكريات كى تحل محلها..!! لا احبك..اكررها مرار.. لا اريدك.. يكررها قلبى الالاف المرات.. ومع هذا لا انساك.. انت فى قلبى.. فى عقلى.. تملوء اى شئ فارغ او كان ممتلئ..!! اكرهك.. اعيدها على نفسى كلما اتت على ذكرك.. ابدأ فى تلقين قلبى كلمات غاضبة حانقة عليك.. اذكره بكل ماكان من قسوتك وجراحك فيه.. كل ماقلته وكل مالم تقوله.. ولكن الاشواق لاتهدأ ولا تندمل..!! اكره كل شئ يذكرنى فيك.. العنه.. ثم اعود فـ أقول لنفسى وهل مر يوما لم تتذكريه فيه.. وهل مر شيئا عليكى لم يثير بداخلك ذكراه..!! انت حى بداخلى.. وانا ميتة من الداخل والخارج.. انت تعبث بمشاعرى وقلبى حتى فى غيابك..!! وانا لاحيلة لى عليهم ولا امرا..!! انت صداع بداخل عقلى.. تؤرق نومى.. ترهق تفكيرى.. اتذكرك فى كل شئ.. حتى كرهت ولعنت احب الاشياء لى..!! اكرهك.. لااحبك.. لا اريدك.. ومع هذا انتظر عودتك.. واتمنى حقا الا تأتى..!!!! فهل رأيت يوما انسانا بداخله كل هذه المشاعر الم