سنة 1966م غنت كوكب الشرق أم كلثوم واحدة من أشهر أغانيها وهى "فكرونى" وهى فى مجمل الأمر مش أغنية على قدر ما هى وصلة إشتياق طويلة، وإحساس بالحنين الجارف لـ قصة حب إنتهت وحبيب المفروض ان الصلة بينها وبينه أتقطعت! لكن حتى قطع العلاقات الدبلوماسية ده مقدرش يخلى أم كلثوم بحالها تقدر تتجاوز وتنسى! والست بتفجأك مع قرب نهاية وصلة الشوق بـ الكوبليه اللى بتقول فيها "فكرونى إزاى ؟! هو أنا نسيتك" وطبعاً الكلام مفهوم من غير شرح، هى مش بس مشتاقة وإحساسها بالحنين هو اللى خلاها تنادى على حبيبها وتفكره بكل اللى كان بينهم، لأ هى كمان مقدرتش تنسى ولا تتخطى الحب ده !
مقدمة طويلة عريضة عشان اقول جملة بسيطة جداً، أنت سهل جدا تفارق لكن إنك تتجاوز فـ ده ليفل تانى خالص !
مسح شخصاً / حدث ما من ذاكرة القلب مش شئ سهل اطلاقاً، في ناس عاشت سنين طويلة عريضة ومقدرتش تنسى! المأساة الكبيرة هى ان العقل بيحتفظ بالأحداث حسب درجة تأثيرها فى نفسك ، بمعنى أصح كل ما كان الحدث قوى جداً لدرجة علمت في روحك ، كل ما عقلك هيحط الحدث ده فى الذاكرة الأمامية عشان تفضل فاكره ! طيب لحد هنا ومفيش مشكلة حقيقة صح ؟!
الحقيقة المؤلمة هى إن معظم الأحداث القوية جداً اللى بيتم الأحتفاظ بيها في الذاكرة الأمامية بتكون أحداث مؤلمة!! إسأل اللى حواليك عن أسوء ذكرى عاشوها وهتلاقى معظمهم فاكرها بالتفاصيل، كمان هتلاقى منهم اللى مقدرش يمسك دموعه وهو بيحكيها برغم السنين اللى فاتت عليه! أرجع بعد كده إسألهم عن أسعد ذكرى عاشوها، وهتتصدم لما تلاقى أن درجة تذكر معظمهم للذكرى ضبابية وتفاصيل كتير منها واقعة!
فى فيلم Eternal Sunshine of the Spotless Mind ظهر أختراع لطيف جداً ، عبارة عن آله بتدمر الذكريات ، أستعان بيها البطل لما لاقى نفسه عايش في سجن ذكرياته مع حبيبته السابقة اللى مش قادر ينساها ولا قادر يرجعها تانى لحياته! بس الحقيقة ان الموضوع كان أصعب من قدرات الآله ، أصلها لو قدرت علي اللى في الدماغ مش هتقدر علي اللي فى القلب!
الحكاية علي لسان صاحبتها كانت كالتالى :
من فترة - مش بعيدة ومش قريبة - كان مطلوب مني أدوس على زار Delete لعلاقة دامت سنتين! ضاع منهم حوالى 5 شهور أو أكثر في محاولات تصليح وتصحيح وكانت نتيجة المعافرة هي إني مش قادرة أبعد لأن جزء كبير مني لسه مهتم وبيحاول يدور على أعذار يسند عليها مشاعره، وعلى الجانب الآخر جزء أكبر جوايا مش مسامح ولا عارف يغفر الخطيئة ومش قادر يلاقى مبرر واحد يقدمه لنفسه عالأقل عشان روحى ترتاح !
أنا أخدت قرار الفراق وأنا بكامل قواى العقلية، معرفش حتى إذا كنت هعرف ابقى قد الخطوة دى ولا لأ ! ومش هقدر أكذب على نفسي وأقول إني مرتاحة وسعيدة بقراري، بس اللى هقدر أقوله إني مش ندمانة ! أنا حبيت وحاولت أحافظ على علاقة الحب دى بكل اللى قدرت عليه من قوة وفي النهاية خسرت ! يمكن لأن الحب لوحده مكنش كفاية فى حالتي وحالتك ! ويمكن لأننا سكتين عكس بعض ودائما نصيبنا نتقابل في المفارق! اللى عايزاك تبقى عارفه وواثق منه، هو إنك أكتر حكاية أنا راهنت فيها على المكسب واستبعدت فيها جداً فكرة الخسارة، بس عشان تبقى الخسارة ضعف الضعفين على قلبي يكون رهانى على المكسب نهايته خسارة! يعنى تقدر تسميها سخرية قدر عن جدارة.
تعليقات
إرسال تعليق