التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فى حكم الدوائر المفرغة والقلق !


عن القلق والخوف من التوهان جوه دوائر مفرغة مبتخلصش , وحكاوى كلها بتسلم لبعضها وكلام متعاد بس بصيغ مختلفة احيانا واحيانا تانية بنفس الصيغ..

مذاهب الوجع على اختلافها كلها بتسيب نفس المرارة فى الحلق نفس الغصة فى القلب , وساعتها بيجي عليك الوقت اللي بتحس فيه ان حتى نسمة الهوا بتوجعك.. حتى الشمس لما حرراتها بتزيد حبه فى نهار الصيف بتبقى عايز تعيط وترفع عينك فيها بكسرة نفس وتقولها حتى أنتى جاية عليا.. !

فصل الخريف هو اكتر فصل مرتبط عندى بفكرة التطهير وكسر الدوائر.. على قد ما ناس كتير بتشوف الوقت ده كئيب من السنة على قد ما انا بشوفه مبهج الى حد ما.. فكرة انه جاي علشان ياخد كل ورق الشجر القديم والدبلان من على كل غصن فى كل شجرة بتريحنى نفسياً وبتخلينى انا نفسى اسأل ليه احنا كمان منعملش لروحنا خريف كل سنة !
ليه منحولش نقف مع نفسنا ولو ساعة زمن واحدة بس ونقيم المحيط بتاع كل واحد فينا, وبناءً عليه نتحرك فى خطوات رمى الورق القديم من على كل غصن فى كل حكاية لينا متعلقة وساعتها اغلب الظن كل واحد فينا هيقرر اذا كانت الحكاية دى تستحق انها تكمل ولا لأ !

واسينى الاعرج قال :
" معلّقون نحنُ على حافة الأشياءْ ..بلا سقوط وَ لا تحليق ,في منزلة بين المنزلتين.. خارج الموت وَ الحياة , داخل الاحتضار البطيء ! "
الكلمتين دول دائما بيجسدولى اسوء تعبير ممكن عن حالة عدم القرار والقلق والتوهان  والحالة اللى بتعيد نفسها بأشكال مختلفة مع الوقت.. حالة التشويش وانعدام الثقة والتبلد القصوى .. اللى وصفتهالى صديقة مقربة بأنك بتكون ساعتها شبه قطعة الثلج.. وقالتلى هى فى حته ثلج بتحس بوجع.. ؟! قولتها حته الثلج وصلت اللى هي فيه بعد ماوصلت لأقصي درجات الوجع.. !
" الاحتضار البطئ " الكلمة دى ميعرفش معناها غير اللى تاه جوه دائرة كبيرة وغرق فى تفاصيلها لأقصي حد !
ازاى ؟! من وقت قريب كنت بتكلم مع صديقة مقربة أخرى حوالين موضوع ما عندى كان مدخلنى فى دائرة مفرغة , فاكرة وقتها من كتر ما حطيت فرضيات واتكلمت فى كل تفصيله صغيرة وكبيرة فى الموضوع انها شخطت فيا فجأة وقالتلى :
-مينفعش كده ! 
-هو ايه ده اللى مينفعش ؟! 
-اللى بتعمليه فى نفسك.. أنتى بتصفى دماغك بالبطئ وبتموتيها !
-طب والحل , أنا خايفة ومش فاهمة ولا شايفة !!
-سيبها على الله, سيبي الايام تطلع بالحل مش شرط دايماً تبقى كل خيوط الحكاية فى أيدك !

"واللى أنت خايف يكسرك.. روح أكسره ! "
اوقات بيكون صعب جدا ان تخرج بره الدائرة.. لأسباب كتيرة جدا , متعلق بالبشر اللى جواها سواء كانوا شخص او اكتر.. خايف من فكرة الفراق من الاساس.. حاسس انك أضعف من انك تعملها اصلاً... الخ !
الفكرة هنا انك لو فاكر ان فى حد هيجى يشدك من ايدك ويخرجك من اللى انت فيه تبقي غلطان..!!
وده مش لأن البشر اندال وان مفيش صاحب يتصاحب وكل كلام الميكروباصات ده !
لأ الفكرة ببساطة ان عمر ما أى حد فى حياتك ينفع ياخد قرار انت اللى المفروض تاخده ! دور الصاحب قى حياتك هنا هيكون ان يدعمك .. يقف جنبك.. يضمك .. يشاركك جنانك.. يستحمل أعراض كسر الدائرة معاك !
هتتوجع.. هتتعب.. هتحس فى لحظات كتير انك كنت غلط لما خرجت من الدائرة اساساً .. قلبك هيتكسر مية حته ويمكن ألف..!
بس مع الوقت هتحس انك حـــر .. أخرج من الدائرة .. أخرج من أى دائرة ممكن تكتفك وتحسسك انك عبد ليها وتوجعك لأخر تفصيله فيك .. أخـرج لأنك تستحق تبقي سعيد.. لأنك هتلاقي اللى يعملك دائرة مليانة تفاصيل جديد بس مش مفرغة , دائرة مع كل حركة فيها بتخلق تفاصيل جديدة سواء فى فرحها او حزنها.. !
أسمح لنفسك تتغير , ده حتى الشجر بيجي عليه الخريف وبيغيره !

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحمدلله الذى أذهب عنا الحزن

كنت أحارب العالم بداخلي وخارجي. أحارب نفسي وأفكاري وهذه أخطر وأكبر قوة على الإطلاق! أحارب ما يقابلني من سوء وقبح وجهالة. كنت أدور في دوائري متخبطة ويزداد طريقي عتمة، كنت أحاول التمسك بشيء ليرشدني وأن أحاول العبور بخفة، حاولت أن أفكك رابطة الخيوط، أن أخفض الأصوات برأسي وكلما جن علي الليل أجدها تعبث بي مجددا! كنت أتفاعل كما الالات حتى أقاوم السقوط! لا أشعر بمرور الوقت، لا أتذوق الطعام، لا أفكر في الكلمات! وبرغم كل محاولاتي لم يهدأ إحساسي بالوحشة والغرابة! كل ما كنت أتمناه كان السلام وأن تهدأ تلك الأصوات برأسي، حتى أتمكن من عبور العاصفة! حاولت إغلاق كل النوافذ والأبواب كي أنعم بالأمان والدفء، حتى تسللت إلى الظلمة واعتنقتها أنا مستسلمة! أصبحت أؤرخ حياتي بلحظات التعاسة فقط! اللحظة التي فقدت فيها إيماني الساذج بالبشر. اللحظة التي فقدت فيها ثقتي بالآخرين، كل الآخرين! اللحظة التي أدركت فيها أن عشرتي وموضع ثقتي لا تراني سوى فترة ستنتهي عاجلا أم آجلا! اللحظة التي أدركت فيها أني قد عشت ثلاثين عاما مثقلة بهموم معاركي الخاسرة! كنت أعيد تكرارها علي نفسي وأزيد في جلدها، لم يعد لي منها مهربا، كنت أنا

احببتــك..ولكنك خـذلتنــى

نحن لانكره الا من احببناهم بقوة..الا من وثقنا بهم يوما.. لانكره الا هولاء الاشخاص..الذين خذلوا حبنا وثقتنا بهم.. لانكره الاهولاء الذين سمحنا لهم برؤية قلوبنا على حقيقتها.. بعدما سمحنا لكلماتهم ان تمس مشاعرنا وتكون جزء من محبتنا لهم.. نحن لانكره بقوة..الا من احببناهم بقوة..وامعنوا فى خذلان قلوبنا بقوة.. والوقت وحده هو القادر على ان يشفى جرحنا منهم..

اكرهــك بقدر حبى لك...واحبـــك بقدر كرهى لك..!!

أتدرى..أشعر احيانا بأنك القيت لعنة على عتبات قلبى ان ترحل.. لعنة اصابت المسكين فى مقتل.. فلا ذكراك بــ مغادرة لــ حوائطه.. ولا تاركة المكان لغيرها من الذكريات كى تحل محلها..!! لا احبك..اكررها مرار.. لا اريدك.. يكررها قلبى الالاف المرات.. ومع هذا لا انساك.. انت فى قلبى.. فى عقلى.. تملوء اى شئ فارغ او كان ممتلئ..!! اكرهك.. اعيدها على نفسى كلما اتت على ذكرك.. ابدأ فى تلقين قلبى كلمات غاضبة حانقة عليك.. اذكره بكل ماكان من قسوتك وجراحك فيه.. كل ماقلته وكل مالم تقوله.. ولكن الاشواق لاتهدأ ولا تندمل..!! اكره كل شئ يذكرنى فيك.. العنه.. ثم اعود فـ أقول لنفسى وهل مر يوما لم تتذكريه فيه.. وهل مر شيئا عليكى لم يثير بداخلك ذكراه..!! انت حى بداخلى.. وانا ميتة من الداخل والخارج.. انت تعبث بمشاعرى وقلبى حتى فى غيابك..!! وانا لاحيلة لى عليهم ولا امرا..!! انت صداع بداخل عقلى.. تؤرق نومى.. ترهق تفكيرى.. اتذكرك فى كل شئ.. حتى كرهت ولعنت احب الاشياء لى..!! اكرهك.. لااحبك.. لا اريدك.. ومع هذا انتظر عودتك.. واتمنى حقا الا تأتى..!!!! فهل رأيت يوما انسانا بداخله كل هذه المشاعر الم