التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سئ أنا بالقدر الكافى..فـ أبتعدوا عنى ياملائكة.. !





غنت أيمى واينهاوس فى اواخر 2006 أغنية من اشهر أغنيها اسمها "You Know I'm No Good" واختارت ان تكون هذه الأغنية هى الـ single التى سيتم استخدامها كبداية للدعاية الخاصة بألبومها Back to Black والذى صدر مع بداية 2007..
وعندما صدرت الاغنية نجحت فى تصدر قوائم الاغانى الاكثر استماعاً حتى انه تم استخدامها كـ دعاية لـ برنامج تليفزيونى شهير "Mad Men" ,وايضاً برنامج "Secret diary of a call girl
وفى نفس العام  كان لـ ايمى حفل فى لندن من ضمن الجولة الدعائية للألبوم الجديد 
ايمى ظهرت على المسرح بفستان قصير جدا تظهر من خلاله بوضوح جميع التاتوهات المشومة على جسدها , ومع أصوات موسيقى الـ Jazz  ترفع ايمى كاس الويسكى من على الأرض *رشفة صغيرة* ثم تبدأ بالغناء.. او بمعنى اصح جلسة الاعتراف , فالأغنية التى كتبتها المغنية الشهيرة ليست الا اعتراف منها بأنها شخصية سئية.. سيئة للغاية , فهى خائنة وتعترف.. تذكر تفاصيل خيانتها مع اخرين واحساسها بالذنب عما فعلته احياناً.. واحياناً اخرى تنبهه انها ذكرت له من قبل طباعها السيئة! 
وفى مقطع اخر تقول بمنتهى الوضوح ان وقع الخيانة مؤلم جدا فى نفسها لدرجة انها تشعر انها تخون نفسها ! ومع ذلك هى لا تنتهى عما تفعله..!
دائرة مفرغة من الحب والخيانة وعدم الثقة.. يحبها وتحبه.. يريدها له وحده وهي تريده وتريد الاخرين معه ، وهنا يثار السؤال الوجودى هل الحب وحده يكفى كى يطهرك ؟! كي يغير من طباعك السيئة ويخلق منك شخصاً آخر من أجل من تحب.. ؟

على منوال مختلف قليلاً تأتى "ساتين" امراء البغاء اللعوب فى فيلم "Moulin Rouge" .. "ساتين" ليست مصممة للحب من الاساس ,هى امراءة جميلة جدا ولعوب تعرف كي تغوى الرجل حتى يهوى عند قدميها مقبلاً اياها طالباً رضاها..هى تسعى كي تصبح نجمة استعراضية حبها الاول والأخير هو الماس !
وكلما حاول "كريستيان" وهو الذى اغرم بها منذ اللحظة الاولى الاقتراب منها ابعدته عنها.. لا لـ شئ سوى انه فقير ومعدم ! ولكن كريستيان يصر على هذه العلاقة يتمسك بهذا الحب , هو يرى اشيائاً لانراها نحن فى محبوبته !



 ولكن مانراه بالفعل فى باقى احداث الفيلم  ان "ساتين"  حينما وقعت فى حب الشاعر البوهيمى "كريستيان" تتغير فعلاً.. فـ على الرغم من كل شئ لم تستطع هى _المتقنة فى فن الاغواء والاثارة للرجال_ ان تخونه على الرغم من ان الامر كان فيه *مصلحة* _كما يقول البعض_ لهما الاثنين معاً !!
ساتين ارادت ان تخون من أجل كرستيان ربما أو من اجل نفسها اذا قيست الامور علي صعيد مختلف.. لايهم الأمر حقاً..! ففي النهاية هي لم تقبل مجرد لمسة من رجل آخر غير محبوبها.. هي التي لم تعرف من قبل كريستيان سوي حب نفسها والمال والماس!
عجيب الامر وغير مفهوم ألي حد ما.. أليس كذلك ؟!
والاكثر عجباً هنا هو ان تتقابل البطلتين فى النهاية.. دعنا نرى كيف انتهى الامر بهما..
فـ ايمى فتاتنا الاولى لا يمكنك مثلا ان تنكر ولو للحظة انها لم تحب.. علي العكس.. فـ الأغنية في حد ذاتها تجربة مؤلمة بحق ، هي مصابة بداء الخيانة ولكنها تحب فتاها حقاً ولا تري سواه ، ولكن.. وضع 100 خطآ أحمر تحت لكن.. هي لا تعرف كيف تكون له وحده! 
ولعل أكثر ما يجذبني لـ هذه الأغنية بالذات هو فكرة الاعتراف المركب.. خائنة ونادمة ومع ذلك لاتنتهى عما تفعله بالرغم من اثره السئ فى نفسها الذي يدفعها لتكرار نفس المقطع اكثر من مرة فى الأغنية لتأكد لك المعنى..
 I cheated myself Like I knew I would ..I told you, I was trouble You know that I'm no good

ايمى تتدفع حبيبها فى النهاية لقتلها بدم بارد..!
وساتين ايضاً لسخرية القدر تموت..! ولكن لا تموت بيد حبيبها كريستيان ، إنما هي مريضة وتحتضر.. فيكون المشهد الاكثر حزناً في النهاية هو موتها بين ذراعي البوهيمي المسكين !
ويحدث هذا ربما لأن العالم ليس مستعداً بعد للمزيد من المثالية ، للمزيد من الاعتراف بالخطأ والشروع فى التوبة.. للمزيد من ادراكنا لعيوبنا وسيئاتنا ومحاولة اصلاح انفسنا كى نصبح افضل! لا اعرف حقاً.. ولكني علي نفس المستوي لا اكره بطلتي 
الاولي يكفيها شرف الإعتراف بالخطأ وشعورها القاتل بأنها تخون نفسها.. والثانية تغيرت بالكامل لتصبح ملاكاً ورمزاً للحب من أجل الوحيد الذي عشقها بصدق وآمن بطهرها ونقاء روحها بالرغم من كونها في نظر الجميع عاهرة لا اكثر ولا أقل..!
 وفى النهاية وكما قال مريد البرغوثى  " قد يخنقك المجرم بشال من الحرير, وقد يهشم رأسك بفأس من الحديد .. و سيضمن مصرعك في الحالتين"
 أنها ثنائية الحب والموت بالبدايات والنهايات نفسها حتى وان اختلفت فى الحشايا !


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحمدلله الذى أذهب عنا الحزن

كنت أحارب العالم بداخلي وخارجي. أحارب نفسي وأفكاري وهذه أخطر وأكبر قوة على الإطلاق! أحارب ما يقابلني من سوء وقبح وجهالة. كنت أدور في دوائري متخبطة ويزداد طريقي عتمة، كنت أحاول التمسك بشيء ليرشدني وأن أحاول العبور بخفة، حاولت أن أفكك رابطة الخيوط، أن أخفض الأصوات برأسي وكلما جن علي الليل أجدها تعبث بي مجددا! كنت أتفاعل كما الالات حتى أقاوم السقوط! لا أشعر بمرور الوقت، لا أتذوق الطعام، لا أفكر في الكلمات! وبرغم كل محاولاتي لم يهدأ إحساسي بالوحشة والغرابة! كل ما كنت أتمناه كان السلام وأن تهدأ تلك الأصوات برأسي، حتى أتمكن من عبور العاصفة! حاولت إغلاق كل النوافذ والأبواب كي أنعم بالأمان والدفء، حتى تسللت إلى الظلمة واعتنقتها أنا مستسلمة! أصبحت أؤرخ حياتي بلحظات التعاسة فقط! اللحظة التي فقدت فيها إيماني الساذج بالبشر. اللحظة التي فقدت فيها ثقتي بالآخرين، كل الآخرين! اللحظة التي أدركت فيها أن عشرتي وموضع ثقتي لا تراني سوى فترة ستنتهي عاجلا أم آجلا! اللحظة التي أدركت فيها أني قد عشت ثلاثين عاما مثقلة بهموم معاركي الخاسرة! كنت أعيد تكرارها علي نفسي وأزيد في جلدها، لم يعد لي منها مهربا، كنت أنا

احببتــك..ولكنك خـذلتنــى

نحن لانكره الا من احببناهم بقوة..الا من وثقنا بهم يوما.. لانكره الا هولاء الاشخاص..الذين خذلوا حبنا وثقتنا بهم.. لانكره الاهولاء الذين سمحنا لهم برؤية قلوبنا على حقيقتها.. بعدما سمحنا لكلماتهم ان تمس مشاعرنا وتكون جزء من محبتنا لهم.. نحن لانكره بقوة..الا من احببناهم بقوة..وامعنوا فى خذلان قلوبنا بقوة.. والوقت وحده هو القادر على ان يشفى جرحنا منهم..

اكرهــك بقدر حبى لك...واحبـــك بقدر كرهى لك..!!

أتدرى..أشعر احيانا بأنك القيت لعنة على عتبات قلبى ان ترحل.. لعنة اصابت المسكين فى مقتل.. فلا ذكراك بــ مغادرة لــ حوائطه.. ولا تاركة المكان لغيرها من الذكريات كى تحل محلها..!! لا احبك..اكررها مرار.. لا اريدك.. يكررها قلبى الالاف المرات.. ومع هذا لا انساك.. انت فى قلبى.. فى عقلى.. تملوء اى شئ فارغ او كان ممتلئ..!! اكرهك.. اعيدها على نفسى كلما اتت على ذكرك.. ابدأ فى تلقين قلبى كلمات غاضبة حانقة عليك.. اذكره بكل ماكان من قسوتك وجراحك فيه.. كل ماقلته وكل مالم تقوله.. ولكن الاشواق لاتهدأ ولا تندمل..!! اكره كل شئ يذكرنى فيك.. العنه.. ثم اعود فـ أقول لنفسى وهل مر يوما لم تتذكريه فيه.. وهل مر شيئا عليكى لم يثير بداخلك ذكراه..!! انت حى بداخلى.. وانا ميتة من الداخل والخارج.. انت تعبث بمشاعرى وقلبى حتى فى غيابك..!! وانا لاحيلة لى عليهم ولا امرا..!! انت صداع بداخل عقلى.. تؤرق نومى.. ترهق تفكيرى.. اتذكرك فى كل شئ.. حتى كرهت ولعنت احب الاشياء لى..!! اكرهك.. لااحبك.. لا اريدك.. ومع هذا انتظر عودتك.. واتمنى حقا الا تأتى..!!!! فهل رأيت يوما انسانا بداخله كل هذه المشاعر الم